وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ

تفسير الآية رقم

8

من سورة

إبراهيم

(Makkiyah)

تفسير ابن كثير (Tafsir Ibn Kathir)
وقوله تعالى : ( وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ) أي : هو غني عن شكر عباده ، وهو الحميد المحمود ، وإن كفره من كفره ، كما قال : ( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) [ الزمر : 7 ] وقال تعالى : ( فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد ) [ التغابن : 6 ] .
وفي صحيح مسلم ، عن أبي ذر ، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه ، عز وجل ، أنه قال : ” يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أتقى قلب رجل منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أفجر قلب رجل منكم ، ما نقص ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، قاموا في صعيد واحد ، فسألوني ، فأعطيت كل إنسان مسألته ، ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر “ . فسبحانه وتعالى الغني الحميد .
تفسير الطبري (Tafsir al-Tabari)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: وقال موسى لقومه: إن تكفروا ، أيها القوم ، فتجحدوا نعمةَ الله التي أنعمها عليكم ، أنتم ويفعل في ذلك مثل فعلكم مَنْ في الأرض جميعًا (فإن الله لغني) عنكم وعنهم من جميع خلقه ، لا حاجة به إلى شكركم إياه على نعمه عند جميعكم (16) ( حميد ) ، ذُو حمد إلى خلقه بما أنعم به عليهم، (17) كما : –
20589- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله بن هاشم قال ، أخبرنا سيف ، عن أبي روق ، عن أبي أيوب ، عن علي: ( فإن الله لغني ) ، قال: غني عن خلقه ( حميد ) ، قال: مُسْتَحْمِدٌ إليهم. (18)
—————————
الهوامش :
(16) انظر تفسير ” الغني “ فيما سلف 15 : 145 ، تعليق : 2 ، والمراجع هناك .
(17) انظر تفسير ” الحميد “ ، فيما سلف قريبًا : 512 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(18) في أساس البلاغة : ” استحمد الله إلى خلقه ، بإحسانه إليهم ، وإنعامه عليهم “ ، وقد سلف ” استحمد “ في خبر آخر رقم : 8349 في الجزء 7 : 470 ، وهو مما ينبغي أن يقيد على كتب اللغة الكبرى ، كاللسان والتاج وأشباههما .
تفسير السعدي (Tafsir al-Sa'di)
( وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا ) فلن تضروا الله شيئا، ( فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ) فالطاعات لا تزيد في ملكه والمعاصي لا تنقصه، وهو كامل الغنى حميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ليس له من الصفات إلا كل صفة حمد وكمال، ولا من الأسماء إلا كل اسم حسن، ولا من الأفعال إلا كل فعل جميل.
تفسير البغوي (Tafsir al-Baghawi)
( وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ) أي : غني عن خلقه ، حميد : محمود في أفعاله ، لأنه فيها متفضل وعادل .
تفسير القرطبي (Tafsir al-Qurtubi)
أي لا يلحقه بذلك نقص , بل هو الغني .
( الحميد ) أي المحمود .

اشترك في موقعنا الجيل القرآني

أرسل الينا البريد الالكتروني من أجل تلقي آخر محتوانا و التواصل بشكل مباشر و فوري مستهدين بالقرآن الكريم.

خصوصيتك مهمة بالنسبة لنا
تواصل معنا على :
شارك المحتوى :