اشترك في نشرتنا الإيمانية

نقّي بريدك من الضجيج، وتلقَّ نصائح صحية ووقائية شاملة، مستندة إلى الخبرة الطبية، ومستلهمة من القيم القرآنية والروحانية.

خصوصيتك مهمة بالنسبة لنا

كم عدد سور القرآن الكريم وآياته

صورة تظهر تقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (ص: 29)

القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، أنزله على نبيه محمد ﷺ، وحُفظ في القلوب والمصاحف إلى يوم الدين. لكن، هل فكرت يومًا أن القرآن الذي بين أيدينا، رغم وضوح عدد سوره وآياته، إلا أن هناك خلافًا بين العلماء حول بعض جزئياته الدقيقة؟

الإلمام بعدد سور وآيات القرآن ليس مجرد معلومة عابرة، بل هو أساس لفهم تركيبه وتوزيعه، ويسهّل علينا حفظه والتدبر فيه. فكيف يمكننا تقسيمه ونحن لا نعرف عدد أجزائه؟ أو نضع خطة لحفظه دون إدراك عدد آياته؟

في هذه التدوينة، سنعرض بيانًا دقيقًا لعدد السور والآيات، مع عرض اختلافات العلماء الثريّة حولها. سنكتشف الأعداد المتفق عليها، ونتأمل أسباب التباين، وما يعنيه ذلك لنا كمسلمين.

هل أنت مستعد لرحلة ممتعة في عالم الأرقام والإعجاز القرآني؟ فلننطلق!

عدد سور القرآن الكريم

أ) العدد المتفق عليه

اتفق العلماء، بلا استثناء، على أن عدد سور القرآن الكريم هو 114 سورة. هذا العدد لم يكن محل خلاف بين مختلف المذاهب الإسلامية أو مدارس العد، وهو ما نجده ثابتًا في كل المصاحف منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وحتى يومنا هذا.

تقسيم السور إلى مكية ومدنية

تنقسم السور القرآنية إلى نوعين رئيسيين حسب وقت ومكان نزولها:

  • السور المكية: وهي التي نزلت قبل الهجرة إلى المدينة، ويبلغ عددها حوالي 82 سورة.
    ما يميزها هو تركيزها على قضايا العقيدة، والبعث، وقصص الأمم السابقة، بالإضافة إلى أسلوبها القوي والموجز.
    من أمثلتها: النجم، القمر، والعلق (أول ما نزل من القرآن).

  • السور المدنية: نزلت بعد الهجرة، ويُقدّر عددها بـ 20 سورة تقريبًا.
    وتتسم بذكر التشريعات، والحدود، وتنظيم أحوال المجتمع الإسلامي.
    من أمثلتها: البقرة، آل عمران، والنساء.

سور مختلف في تصنيفها

هناك سور لم يُجمع على تصنيفها بين المكية والمدنية، مثل:

  • الفاتحة: اختلفوا في كونها مكية أم مدنية، بل قال البعض إنها نزلت مرتين.

  • الرعد والمطففين: أيضاً محط خلاف في موضع نزولهما.

ب) أطول وأقصر سور القرآن

  • أطول سورة:
    سورة البقرة، تتألف من 286 آية، وهي أول سورة مدنية في المصحف.
    وتحتوي على أعظم آية في القرآن (آية الكرسي – 255)، وأطول آية كذلك (آية الدين – 282).

  • أقصر سورة:
    سورة الكوثر، بثلاث آيات فقط، وتُعد أقصر سور المصحف من حيث عدد الكلمات، وهي مكية.
    توجد سور قصيرة أخرى مثل العصر والنصر، وكل منهما بثلاث آيات، إلا أن الكوثر تبقى الأقصر.

معلومة لطيفة!

الفرق بين أطول سورة (البقرة) وأقصر سورة (الكوثر) هو 283 آية كاملة!

أسماء متعددة لبعض السور

بعض السور القرآنية لها أكثر من اسم، مثل:

  • الإخلاص: وتُعرف أيضًا بـ “قل هو الله أحد”.

  • التوبة: تُسمى كذلك “براءة”.

هذا التقسيم يعكس دقة ترتيب القرآن، ويساعد في تعميق فهم منهجي للسور ومضامينها.

📌 سؤال للتفكير: هل كنت تعلم أن بعض السور سُميت بأسماء لا ترد فيها؟ مثل سورة “الفيل”!

2 - عدد آيات القرآن الكريم

أ) العدد الإجمالي للآيات

العدد الأكثر تداولًا لآيات القرآن الكريم هو 6,236 آية، وذلك وفقًا لرواية حفص عن عاصم، وهي الرواية التي يعتمدها غالبية المصاحف المتداولة اليوم. ورغم هذا الرقم الشائع، إلا أن هناك بعض الفروقات البسيطة بين المصادر المختلفة، تعود إلى تباين منهجية العلماء في العد. فمثلًا، يختلف الأمر باختلاف اعتبار بعضهم للبسملة في مطلع السور كآية مستقلة، أو باختلاف طريقة التعامل مع العلامات الوقفية مثل “الوقف اللازم” أو “الوقف الجائز”.

ب) أسباب التفاوت في عدد الآيات

يعود هذا التفاوت لعدة أسباب، أبرزها:

  • اختلاف المنهج في العدّ:
    هناك مذاهب تُدرج البسملة كآية قائمة بذاتها في بداية كل سورة (باستثناء التوبة)، بينما لا يعتبرها آخرون من ضمن الآيات. وكذلك، هناك من يحسب علامات الوقف كآيات مستقلة، بينما يدمجها غيرهم في النص القائم.

  • تعدد القراءات والروايات:

    • حفص عن عاصم (الكوفيون): 6,236 آية، وهي القراءة الأوسع انتشارًا.

    • المدنيون: 6,217 آية، بناءً على منهج أهل المدينة.

    • البصريون: 6,204 آيات، حسب طريقة العدّ المتبعة عند علماء البصرة.

ج) أمثلة على السور التي يختلف في عدد آياتها

  • سورة الفاتحة:
    الخلاف يدور حول البسملة “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ”، فهل تُعدّ آية؟

    • الكوفيون والشاميون يرونها آية، لذا عدد آيات الفاتحة لديهم 7.

    • أما البصريون، فلا يعدّونها آية، فيكون العدد 6 فقط.

  • سورة التوبة (براءة):
    غياب البسملة في بدايتها أدّى لاختلاف بعض العلماء في عدّ آياتها، إذ قد يُضاف أو يُحذف منها آية بحسب الرواية.

  • سورتي الأنفال والتوبة:
    دار نقاش حول ما إذا كانتا سورتين منفصلتين أم سورة واحدة، كما نقل عن ابن مسعود – رضي الله عنه -، وهذا بدوره يؤثر في العدد الكلي للآيات والسور.

هل يُؤثّر هذا الاختلاف على قدسية القرآن؟

الإجابة ببساطة: لا. فالاختلاف ليس في النص القرآني نفسه، بل في أساليب العد والتقسيم.
جميع هذه الروايات موثوقة ومعتمدة من كبار علماء الأمة، والخلافات التي تظهر هنا تُعبر عن مدى التعمق والدقة التي أوليت لحفظ القرآن الكريم.
وفي النهاية، فإن مصاحف اليوم تُظهِر الرقم 6,236 آية وفقًا لرواية حفص، غير أن إدراك هذه الخلفيات يضيف بُعدًا علميًا مهمًا لفهم التاريخ القرآني.

 

من المفيد لمن يقرأ المصحف أن يدرك أن هذه الأرقام لم تأتِ جزافًا، بل كانت ثمرة اجتهاد علمي عميق من علماء القراءات والضبط عبر العصور.

3 - لماذا يختلف العلماء في عدد آيات القرآن الكريم؟

عند التأمل في علم القرآن، يلاحظ الباحث وجود تباين بين العلماء في تحديد العدد الدقيق لآيات القرآن، رغم أن نصه الكريم ثابت ومحفوظ لا خلاف فيه. فما الأسباب التي أدت إلى هذا الاختلاف؟ وهل لهذا التباين أي أثر على قدسية القرآن أو على وحدته النصية؟

أ) الجذور التاريخية والعلمية لهذا التفاوت

تنوع القراءات القرآنية:

القرآن نُقل عبر قراءات متواترة متعددة، أشهرها القراءات العشر، وقد يترتب على كل قراءة اختلاف طفيف في تقسيم الآيات.
فمثلاً، هناك قراءات تعتبر البسملة في مطلع كل سورة – باستثناء التوبة – آية مستقلة، بينما لا تُعد كذلك في قراءات أخرى.

اختلاف نسخ المصاحف العثمانية:

عندما تم جمع القرآن في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، كُتبت المصاحف دون تنقيط أو تشكيل، مما فتح باب الاجتهاد في تحديد رؤوس الآي.
وقد اعتمد بعض الصحابة والتابعين على منهجيات مختلفة في التوقيف عند نهاية الآية، ما أدى إلى تفاوت محدود في العدد بين المصاحف.

تعدد مناهج العدّ:

بعض العلماء اعتمدوا على علامات الوقف – مثل الوقف اللازم أو الوقف الجائز – كدليل على انتهاء الآية، في حين لم يعتد بها آخرون.
على سبيل المثال، سورة الفاتحة يُعدّها بعضهم سبع آيات من دون احتساب البسملة، بينما يعدّها آخرون ثماني آيات مع احتسابها.

ب) وجهات نظر العلماء في هذا التباين

الرأي الأول: لا تأثير لهذا الاختلاف على قدسية النص

يرى جمهور العلماء أن هذه الفروقات شكلية محضة، لا تمس جوهر النص القرآني، بل تتعلق فقط بطريقة العدّ والتقسيم.
ويستدلون على ذلك بإجماع الأمة على حفظ القرآن بحروفه وكلماته، وأن ما جرى الخلاف فيه لا يتعدى تحديد بداية أو نهاية بعض الآيات.

الرأي الثاني: دلالة على عمق علم السلف

ويرى فريق من المفسرين أن هذا التنوع يعكس مدى سعة أفق الصحابة والتابعين في التعاطي مع النص، ويُظهر غنى مناهجهم في الفهم والرواية.
ويستشهدون بتعدد الروايات عن أمثال ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما، في عدّ آيات بعض السور، دون أن يكون في ذلك أي تناقض في مضمون النص القرآني.

خلاصة القول

الاختلاف في عدد آيات القرآن لا يُعد تناقضاً، بل هو نتيجة طبيعية لعدة عوامل، أبرزها:

  • تنوع القراءات المعتمدة.

  • اجتهاد العلماء في التوقيف والعدّ بحسب أدواتهم.

  • غياب نص قطعي عن النبي ﷺ يحدد عدد الآيات بدقة.

ومن زاوية أوسع، فإن هذا التباين يُعد من مظاهر حكمة الله تعالى، إذ يُبرز مرونة العلوم الإسلامية، ويعكس دقة وصرامة منهج النقل في هذه الأمة.

4 - معلومات إضافية حول سور وآيات القرآن الكريم

أ) تقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب

قُسّم القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءًا، تيسيرًا على المسلمين لتلاوته وإتمام ختمه خلال شهر رمضان المبارك، بحيث يُقرأ جزء واحد كل يوم. وكل جزء ينقسم بدوره إلى حزبين، مما يجعل مجموع الأحزاب في القرآن الكريم ستين حزبًا.

ومن الجدير بالذكر أن بعض طرق التقسيم الأكثر تفصيلًا تُقسّم كل حزب إلى أربعة أرباع، وبذلك يصبح مجموع الأحزاب 240، الأمر الذي يسهل على القارئ توزيع القراءة اليومية بشكل أدق وأكثر انتظامًا.

ب) السور ذات الأسماء المتعددة

هناك عدد من سور القرآن تحمل أكثر من اسم، وغالبًا ما يكون هذا التنوع نابعًا من مضمون السورة أو من قصة محورية وردت فيها. من أبرز الأمثلة:

  • سورة الإسراء: تُعرف أيضًا بـ”سورة بني إسرائيل” بسبب تناولها لقصة بني إسرائيل.

  • سورة محمد: يُطلق عليها أيضًا “القتال” نظرًا لاشتمالها على أحكام تتعلق بالجهاد.

  • سورة النور: تُسمى أحيانًا “سورة الآداب” لما تتضمنه من توجيهات أخلاقية وسلوكية.

  • سورة الفاتحة: لها أسماء متعددة، مثل “أم الكتاب” و”السبع المثاني”، لما لها من مكانة عظيمة ومحتوى جامع.

ج) السور التي تبدأ بحروف مقطعة

يحتوي القرآن الكريم على 29 سورة تبدأ بما يُعرف بالحروف المقطعة، مثل “الم” و”كهيعص”، وهي من الأمور الغيبية التي اختلف العلماء في تفسير مغزاها. ومن أبرز هذه السور:

  • سورة البقرة: تبدأ بـ “الم”.

  • سورة مريم: مفتتحة بـ “كهيعص”.

  • سورة الشورى: تبدأ بـ “حم عسق”.

  • سورة ق: تبدأ بحرف “ق”.

وقد وردت تفسيرات عدة لهذه الحروف، منها أنها تدل على إعجاز القرآن وتحدي الله تعالى للعرب أن يأتوا بمثله، ومنها ما يرى أنها رموز سرية بين الله عز وجل ورسوله ﷺ، أو ربما تشير إلى معانٍ عميقة لا يعلمها إلا الله وحده.

كل هذه التفاصيل تكشف عن روعة القرآن الكريم وتنوع أساليبه البلاغية، مما يعمّق الإيمان بأنه كتاب مُعجز أنزله الله تعالى لهداية البشرية.

في نهاية رحلتنا حول عدد سور القرآن الكريم وآياته، نستخلص النقاط الرئيسية التالية:

  • القرآن الكريم يتكون من 114 سورة بإجماع العلماء، مقسمة بين مكية ومدنية.

  • يبلغ عدد آياته 6,236 آية في الرواية الأشهر (حفص عن عاصم)، مع وجود اختلافات طفيفة بين القراءات الأخرى.

  • الخلاف في العدد لا يعيب القرآن، بل يعكس سعة علم الأمة واهتمامها بكل تفصيل في كتاب الله.

لكن الأهم من مجرد معرفة العدد هو تدبر معاني القرآن والعمل به. فالقيمة الحقيقية ليست في حفظ الأرقام، بل في فهم الآيات وتطبيقها في حياتنا.

والآن نريد أن نسمع منك: ما هي السورة المفضلة لديك، ولماذا؟ شاركنا رأيك في التعليقات، وليكن هذا حافزًا لنا جميعًا لمزيد من التأمل في كلام الله!

Facebook
WhatsApp
Twitter

شارك المقالة 

مواضيع ذات صلة بـ :

كم عدد سور القرآن الكريم وآياته

احصل على بريدنا الإلكتروني الأسبوعي حول القرآن

لمساعدتك في العناية الجيدة بايمانك، سنرسل لك إرشادات حول كيفية التعامل مع القرآن، السنة، الأديان، وأكثر من ذلك.

خصوصيتك مهمة بالنسبة لنا